إرتفاع : 452 متر.
عدد الطوابق : 88 طابقاً فوق الأرض 5 طوابق تحت الأرض .
مدة تنفيذ المشروع : ست سنوات (1992 ــ 1998).
المساحة الإجمالية : 500.197 م2 .
الارتفاع بين الطوابق : 4 أمتار
. كانت الفكرة الأساسية للمشروع في بادئ الأمر هي استغلال هذه المساحة وتحويلها إلى مساحة خضراء كمتنفس للعاصمة المزدحمة ولم يكن التخطيط لبناء هذا المشروع موجوداً في الأذهان على الإطلاق.
وهذا ما جعل سكان المدينة يعترضون في أول الأمر على فكرة إنشاء المشروع إذ كانت وجهة نظرهم أن هذه المدينة لا تحتاج لمزيد من المباني الكبيرة التي من شانها أن تزيد من نقص المساحات الخضراء وأن تزيد أيضا من الاختناقات المرورية داخل شوارع المدينة.
واتهمت الحكومة على إثر ذلك بعدم الوفاء بوعودها للشعب وتفضيلها المصالح التجارية والسياسية على مصلحة الشعب.
وكان رد الحكومة على هذه الاتهامات أن مسألة تحويل هذه المساحة إلى أرض خضراء لن تعود بالنفع المادي على البلد وإنما ستحتاج إلى الكثير من الأموال . ومن جهة أخرى، يمكن أن يعود هذا المشروع على الدولة بالكثير من الأموال التي يمكن استغلالها بعد ذلك في مسألة تطوير البيئة.
إلى جانب ذلك وعدت الحكومة بتوسيع وتحسين الطرق في المنطقة التي تحيط بالمشروع وكذلك تحسين خدمة القطارات في المدينة للتقليل من الازدحام المروري. بعد ذلك بدأت الحكومة في مناقشة الأفكار المطروحة لاستغلال هذه المنطقة. كانت التوجهات كلها تنحصر حول فكرة تحويل الموقع إلى مشروع متكامل ومتعدد الاستخدامات أو بمعنى آخر مكان يمكن أن يستغله الناس في العمل والسكن والتسوق والاستمتاع بأوقات الفراغ وكذلك إقامة النشاطات الفنية والثقافية. وهذا ما يعني ضمنيا تخصيص جزء من المساحة الإجمالية لإقامة متنزه مفتوح على مساحة خضراء تخدم الجانب الترفيهي وتكون بمثابة رئة جديدة يتنفس منها سكان المدينة وهو ما كان يتمناه الناس. وبالفعل خرجت الصورة النهائية للمشروع كمجمع إداري تجاري سكني ترفيهي تحيط به من الخارج مساحة خضراء كبيرة تحتوي على منتزهات للأطفال. بعد اتخاذ القرارات بالنسبة للمشروع جاء دور شركة بتروناز البترولية الماليزية بتمويل المشروع برأس مال يقارب النصف بالاشتراك مع بعض الشركات الماليزية الأخرى، ولكن كان لشركة بتروناز النصيب الأكبر في تمويل المشروع ماديا في مقابل تخصيص جزء من المبنى للمكاتب الخاصة بها.
ومن أجل اختيار أحسن تصميم أقيمت مسابقة على مستوى العالم من قبل الحكومة حيث قدمت تصميمات كثيرة اختير منها في النهاية تصميم المهندس الأمريكي سيزار بيلي الذي قام بتصميم العديد من الأبنية الشهيرة في نيويورك والحاصل على الميدالية الذهبية من قبل جمعية المهندسين المعماريين الأمريكية. وعندما بدأ المهندس في تصميم المبنى وجد الماليزيين فيه ما يحقق أحلامهم وبدأ تنفيذ التصميم الذي لم يلبث أن نال إعجاب العالم أجمع وعلى الأخص هيئة البنايات الطويلة والعمران حيث أطلقت عليه لقب أطول برج في العالم. لم يدخل ضمن تفكير الماليزيين أيضا الدخول في سباق مع الأبنية الكبيرة والمشهورة حول العالم، بل وربما يكون السؤال الذي ألقاه رئيس الوزراء الماليزي على المهندس الأمريكي من قبيل الفضول فقط هو ما طرح فكرة منافسة البرجين للمباني الشاهقة وناطحات السحاب في العالم. وما حدث هو أن رئيس الوزراء طرح سؤالا بعد إطلاعه على الرسومات الهندسية فحواه كم يقل طول هذا المبنى عن أطول مبنى في العالم؟، وكان أطول مبنى في العالم في ذلك الوقت هي أبراج سيرز في ولاية شيكاغو الأمريكية. وبالرجوع للتصميمات وببعض الحسابات تبين أن الفرق ليس كبيرا بين أبراج شيكاغو والبرجين رهن التنفيذ وعلى ذلك بدأ التفكير في جعل هذين البرجين أطول من تلك الأبراج بل والأطول على مستوى العالم. وكان تنفيذ ذلك أمرا بسيطا لن يتطلب زيادة في عدد الأدوار ولكن بزيادة طول القمة المتوجة لكل من البرجين والتي كان مقررا أن تكون زائدة في العرض وليس الطول. روح العمارة الإسلامية كانت أبراج سيرز هذه هي الأطول على مستوى العالم قبل أن يتم إنشاء هذين البرجين التوأم، ولكن عندما اكتمل بناؤهما، وذلك في عام 1996 وجد أن هذه الأبراج تتفوق بحوالي 33 قدماً عن أبراج شيكاغو .
وبالرغم من أن هذا اللقب قد أطلق عليهما من قبل هيئة البنايات الطويلة والعمران إلا أن الكثير من الشخصيات في العالم تعارض ذلك وتبقي على أبراج شيكاغو كأطول الأبراج في العالم. والسبب يرجع إلى الجزء من القمة الذي تم زيادته أعلى البناية والذي يساهم في ارتفاعها، الأمر الذي لا يرتضيه أنصار الأبراج الأمريكية. وعلى أية حال فإن الأبراج الماليزية تعتبر بحق تحفة معمارية فاقت كل التصورات وجعلت ماليزيا تفتخر بكونها أول دولة تنتزع لقب أطول البنايات من الولايات المتحدة. والبرجان من جهة أخرى يمثلان معلما حضاريا ودليلا مهما على النماء والازدهار في ماليزيا في العقدين الأخيرين. بالإضافة إلى ذلك فإن تصميم المهندس بيلي قد لاقى إعجاب الماليزيين وعلى الأخص احتفاظه بالإرث الثقافي لماليزيا وذلك عن طريق استخدامه للأفكار المستوحاة من فنون العمارة الإسلامية والأشكال المعمارية العربية. ومن ذلك نجد تكرار استخدامه لشكل النجمة الإسلامية ذات الثمانية أطراف والتي تبين عدة مربعات متداخلة مع بعضها البعض. كذلك نجد أن تصميم أسقف القاعات والردهات مستوحاة من تصميمات القصور العربية القديمة. وعامة فإن كلا من التصميم الهندسي والمعماري للبرجين قد نجحا في تعريف العالم بتاريخ ماليزيا وحضارتها تماما كما جعل العالم يدرك مدى أهمية تلك الدولة في وقتها الحاضر والمستقبل أيضا. وكما يقول المهندس المصمم بأن التصميم يعانق الماضي في نفس الوقت الذي يوحي بحضارة وعصرية المستقبل.
ومن وجهة نظر أحد المهندسين المعماريين فإن الشكل المعماري للمبنى يمثل الوحدة والتناسق والاستقرار والأهم من ذلك كله أنه مستوحى من مبادئ وتعاليم الإسلام. أما عن ضخامة المبنى وتنوع مهامه فيكفي أن نعلم أن تكلفة إنشائه بلغت مايزيد عن بليون دولار أمريكي وهو يحتوي على مساحة كبيرة مخصصة للمحال التجارية والأماكن الترفيهية تبلغ 8 ملايين قدم مربع. كما يحتوي على مراب للسيارات تحت الأرض يتسع لحوالي 500، 4 سيارة، هذا بالإضافة إلى متحف لمعدات البترول وقاعة للاجتماعات. كذلك يحتوي المبنى على مسجد كبير ضمن أرجائه، ولا يعد ذلك غريبا إذ إن التصميم الخارجي للمبنى يمثل مزيجا بين الطابع الديني والحداثة والرخاء الاقتصادي. أعمدة كونية يبلغ ارتفاع البرج الواحد 1483 قدم (452 متر) مكونا بذلك 88 طابقا فوق سطح الأرض و5 طوابق تحت سطح الأرض وبمعدل ارتفاع للطابق حوالي 4 أمتار. ويربط بين البرجين جسر معدني مرن بطول 558 قدم (170 متر) ويقع في المنطقة ما بين الطابقين 41 و 42 حيث يسمح للعامة بالوقوف عليه للاستمتاع بالمنظر المتميز من هذا المكان المرتفع. أطلق على الشكل العام للمبنيين والجسر الذي يربط بينهما اسم الأعمدة الكونية أو البوابة الكونية لما هم عليه من امتداد لا ينتهي في السماء. وقد جاءت فكرة إنشاء هذا الجسر ليربط بين البرجين منذ المراحل الأولى للتفكير في المبنى بالرغم من أن التصميم نفسه لم يكن كما هو عليه الآن.
وقد روعي في التصميم أن يكون مرنا إلى أبعد الحدود وذلك لمواجهة عامل الرياح التي تحرك البرجين، إذ يجب أن يستوعب الجسر القليل من الحركة المرنة للبرجين وإلا ظهرت الكثير من الحوادث والتلفيات للبرجين. وبعد الاستقرار على التصميم النهائي للجسر تمت الاستعانة بآلات الرفع العملاقة من أجل رفع الجسر وتثبيته بين البرجين. بعد ذلك قام المهندسون باختبار الجسر ومرونته عن طريق البرامج الهندسية على الكمبيوتر حيث تم تحديد اتجاهات حركته طبقا لحركة الرياح للتأكد من أنه يؤدي مهمته على أكمل وجه. لقطات من التصميم الهندسي فيما يلي محاولة لشرح بعض إجراءات الأمان والسلامة التي نفذت في الجزء الخاص بالجسر والبرجين وتأثير كل منهما على الآخر، إذ إن الجسر يعتبر عامل سلامة لابد منه للبرجين كما يمثل عامل جذب متميز للزائرين حيث يتمتعون بمشاهدة منظر المدينة من هذا الارتفاع الشاهق. يعتمد الجسر على دعامات مرنة تمتد من الطابق 29 بشكل مائل إلى أن تصل إلى الطابق 41 حيث يبدأ الجسر.
هذه الدعامات المرنة مزودة بأوتاد متحركة توجد عند أطراف الجسر وكذلك في الجزء الأعلى منه. هذه الدعامات المرنة من شأنها أن تسمح للجسر بالهبوط والصعود بينما يتباعد البرجان أو يقتربان من بعضهما تجنبا لحوادث تحطم أحد أجزاء البرجين أو الجسر. هذه الدعامات تمثل أيضا نقطة مركزية تعمل على تعادل القوى بين المفاصل المتحركة في كلا البرجين. فبينما يهتز البرجان تتحرك أرجل الجسر الداعمة بشكل محوري مرن يسمح لنقطة المنتصف في الجسر بالهبوط لأسفل أو الصعود لأعلى حسب تباعد أو تقارب البرجين.
أما عندما يتحرك البرجان في اتجاهين متعاكسين فإن النقاط التي تنطلق منها الدعامات تتحرك بشكل دائري وبالتالي تنزلق أطراف الجسر في اتجاه معاكس ومتوازن محافظة بذلك على توازن البرجين. وحتى لو فقد الجسر إحدى دعائمه المرنة فلن ينهار البرجان ولكن سوف ينحرفان قليلا عن موضعهما مع الاحتفاظ بالاتزان. مشكلة عابرة ! والحقيقة أن أحدا لا يمكنه تخيل العواقب التي يمكن أن تحدث إذا ما حدث خطأ في التصميم أو التنفيذ لهذا المشروع، ولعل هذا ما جعل القائمين على المشروع يبذلون جهدهم لتوفير هذه الإجراءات الأمنية والوقائية في المبنى. ولكن ما حدث للمبنى قبيل اكتماله وتسليمه جاء على غير المتوقع. فبعد اكتمال المشروع ظهرت إشاعة بين سكان المدينة أن أحد البرجين يميل قليلا باتجاه الآخر. ووصل الأمر إلى حد أن هذه الإشاعة أصبحت خبرا تتناقله الصحف إلى أن وصل إلى الحكومة الماليزية التي قامت بدورها بالتحقق من صحة هذه الأخبار، التي سوف تعني كارثة كبيرة ليس بالنسبة للمشروع فحسب ولكن لدولة ماليزيا بأسرها. من جهة أخرى، بدأ المهندسون القائمون على المشروع بالتحقق هندسيا من هذه الواقعة التي بدت واضحة للعين المجردة وغير المتخصصة. ونتيجة لذلك خصصت الحكومة الماليزية فريقا هندسيا محايدا لبحث هذه المشكلة. بدأت كل الأطراف المعنية ببحث المشكلة من جانبها إلى أن جاءت النتائج مطمئنة لكل الأطراف . كان الميل في أحد البرجين حقيقة واضحة ولكن سببها هو تضارب قوى الأحمال المعلقة عليه، ولأن هذه القوى كانت تؤثر على قمته كان البرج يبدو مائلا.
والمطمئن أيضا أن هذا الميل الحاصل للبرج كان داخل حدود تحمل البرج المحسوب بدقة بالإضافة إلى أن هذا الميل سوف يختفي حال اكتمال المشروع والبدء في استخدامه. نظام التحكم في المبنى يضم نظام التحكم في المبنى إدارة مركزية تتحكم في كل من وحدات التكييف المركزي ووحدة التحكم في الإضاءة ومراقبة الطاقة الكهربائية وخدمات توجيه الطاقة. أما أنظمة التكييف المركزي في البرجين فتقوم على أحدث التقنيات والتي تعمل بفكرة وحدات نقل الهواء من طابق إلى آخر.
وهذا النظام من شأنه أن يتجنب الكثير من المشكلات مثل مشكلة الصوت والضغط، بالإضافة إلى كونه سهل التحكم والصيانة. أضف إلى ذلك نظام الاتصالات عالي الجودة المعمول به في المبنى والذي يضمن مواكبة احتياجات العاملين به في الوقت الحاضر والمستقبل أيضا. فالبنية التحتية لشبكة الاتصالات مصممة على شكل دائرة اتصالات محلية داخل حدود موقع المبنى تتحكم بها الإدارة المركزية للاتصالات والتي تمثل حلقة الوصل بين الشبكة الداخلية للمبنى والشبكة العامة الخارجية مما يسمح بعمل المؤتمرات عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني بالإضافة إلى خدمات الهاتف المركزية. من جهة أخرى، يحتوي المبنيان على 76 مصعداً كهربائيا بمعدل حمولة 26 راكبا للواحد.
مبنى المسجد الملحق قام بتنفيذ التصميمات الداخلية لمبنى المسجد فريق من الحرفيين من دولة أوزباكستان ليتمكنوا من تنفيذ الخطوط المعقدة والتي تزين الجدران الداخلية والخارجية للمسجد، بالإضافة إلى تزيين القاعات بالرخام والجرانيت والزجاج الملون الذي يضفي على أشعة الشمس الداخلة إلى ساحة المسجد ألوانا متداخلة تجعل من المساحة الداخلية تحفة جميلة، كما هو تحفة فنية من خارجه، يطل المسجد من الخارج على حديقة واسعة تضفي على المكان ككل قدسية وإجلالا إيمانيا، الأمر الذي يجعل الفارق واضحا بين هذا المكان وما يحيط به من صخب الحياة المدنية وبعدها عن الروحانيات. يحتوي المسجد على قاعة رئيسية للصلاة تتكون من ثلاثة طوابق وتتسع إلى 2500 مصل بينما تتسع القاعة الإضافية والموجودة في الطابق الأرضي إلى 3500 مصل، بالإضافة إلى قاعة أنشئت خصيصا لكي يصلي فيها النساء. وفوق ذلك يمكن زيادة المساحة المخصصة للصلاة في الطابق الأرضي إذ تحيط به الحديقة. إحصائيات طريفة ارتبط اسم المبنى وموقعه بالعديد من الأفلام السينمائية الشهيرة. يحتوي كلا البرجين على كمية من الحديد الصلب تبلغ 910، 36 أي أن وزنها يزيد عن وزن 3000 فيل مجتمعة. تستغرق الرحلة من قاعدة المبنى إلى قمته 90 ثانية فقط داخل المصعد. يحتوي المبنيان على 32000 نافذة.، وتستغرق عملية تنظيفها شهرا بكامله لكي تنتهي عملية تنظيفها مرة واحدة فقط. أما اسم البرجين فهو اسم لشركة البترول الماليزية والتي تحمل نفس الاسم . وهي شركة كبيرة يمتد نشاطها إلى جنوب إفريقيا والصومال. ويعني ذلك أن البرجين ليسا من إنشاء الحكومة الماليزية ولكنهما من تمويل شركة باتروناز وتكتفي الدولة بالإشراف العام عليها وتوفير الحماية والأمان للبناية إذ لا يمكن أن تقوم مثل هذه المشاريع الضخمة دون توفير الحماية والرعاية اللازمة. تكلف البناء حوالي 2 ،1 بليون دولار أمريكي. يرتفع الجسر حوالي 170 متر عن سطح الأرض ويبلغ طوله 4، 58 مترا ويزن حوالي 750 طن. الدخول للجسر مجاني ولكن إدارة المبنى تصرف عددا محددا في اليوم من تذاكر الدخول (800 تذكرة فقط)، بالإضافة إلى ذلك لا يسمح لك بالوقوف على الجسر لمدة تتجاوز 10 دقائق فقط. يضم المبنى مجمعا تجاريا يتكون من 6 طوابق بمساحة إجمالية 000، 93 قدم مربع. قام المبنى على مساحة من الأرض كانت تستغل كساحة لسباق الخيل